اتحاد كتاب المغرب بالجديدة ينظم ندوة الجهوية والثقافة في المغرب

في إطار ندوته السنوية لذاكرة الجديدة نظم فرع الجديدة لاتحاد كتاب المغرب ندوته التاسعة في محور « الجهوية والثقافة في المغرب » وذلك يوم الجمعة 11 ماي 2012 بقاعة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة عبدة-دكالة.

في الجلسة الافتتاحية تحدث الدكتورعبد المجيد نوسي، كاتب عام فرع الاتحاد بالجديدة، عن أهمية الموضوع في السياق التاريخي الراهن للمغرب ثم أعطى الكلمة للسيد معاذ الجامعي، عامل إقليم الجديدة، الذي تطرق إلى مفهوم الجهة، والجهوية الموسعة من منظور الآفاق التي تفتحها والتحديات التي قد تواجهها. ثم أنهى تدخله مبرزا بعض الأدوار التي تنتظر المثقفين لبلورة ثقافة جهوية منفتحة.

وكان الحاضرون بالمناسبة على موعد مع تقديم كتاب « الجديدة الذاكرة المتعددة » وهو الكتاب الأول لفرع اتحاد كتاب المغرب يضم مداخلات الباحثين في الندوات السابقة.

بعد ذلك انعقدت الجلسة الثانية من التظاهرة في محور: الجهوية والتدبير الثقافي، برئاسة الناقد الحبيب الدائم ربي. وتدخلت خلالها الباحثة الإنجليزية سوزان مارتيني التي طرحت أسئلة ترتبط بأساليب التنقيب الأركيولوجي في منطقة الجديدة، وكيفيات تدبيرها. كما انتقدت الضيفة الاستنتاجات المتسرعة حول وجود الفينيقيين، مثلا، في موقع « تيط » انطلاقا من فرضيات لا تبرهن عليها أدلة مادية كافية. ومن جهته تطرق ذ. عبد السلام أمرير، المدير الجهوي للثقافة بجهة دكالة –عبدة، إلى خصائص التدبير الثقافي الجهوي من خلال مجموعة من آليات التدبير الثقافي بجهة دكالة- عبدة، وتعدد الشركاء، مبينا دور مديرية الثقافة في هذا المجال، وهو دور حيوي إلا أن كثرة الانتظارات وعدم توفر الإمكانيات اللازمة يحولان دون إبرازه وتثمينه.

أما الباحث إدريس المرابط فتناول موضوع الجماعات المحلية والعمل الثقافي حيث استعرض تاريخية القوانين المنظمة للجماعات المحلية والجهة، موضحا مفهوم الجهة كمجموعة أقاليم تتكامل فيما بينها، وتوقف عند التقاطع بين ما هو إداري وثقافي، مستدلا بثلاثة مؤشرات (الماء الشروب، فتح المسالك والطرقات، كهربة العالم القروي) ساهمت في إحداث إبدالات ثقافية في فكر وعوائد الناس، على المثقف رصدها ومواكبتها.

من جهته، ربط الأركيولوجي رضوان خديد بين الجهوية كعلامات في علاقاتها بالتاريخ الثقافي، حيث طرح أسئلة الهوية الجهوية متسائلا أهي حقيقة جغرافية أم تقطيع إداري، أم هي هوية معرفية ترتبط بالتاريخ والأسس الثقافية؟ وتوقف عند كثير من الإشكالات المتصلة بما سماه الثمثلات الداخلية والخارجية للجهة، وكيف ومتى نقول إن شخصا ينتمي إلى جهة ما وما هي أوجه الاختلاف بينه وبين شخص آخر ينتمي إلى جهة أخرى.
وأعطى الباحث الجامعي علال ركوك تشخيصا لبعض أوجه تدبير القطاع الثقافي بمدينة آسفي، مشيرا إلى أوجه القصور في الحفاظ على بعض المعالم الثقافية والعمرانية في الواجهة البحرية المهددة بالاندثار، مقدما تصورات عملانية لإنقاذها من هذا المصير.

وتمحورت الجلسة الثالثة حول موضوع « الجهوية والثقافة: تجارب وتوجهات »، وخلالها تدخل ذ. بوشتة الحازبي (آداب بني ملال) مقدما مثالا عن بناء الجهوية في فرنسا بين الأمس واليوم. وتضمن تدخله نظرة عن تاريخ فكرة الجهوية بفرنسا وآليات تطبيقها، ومحطات توسعها وثقلصها،عاقدا مقارنة بين مفهوم الجهة في فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال. أما ذ. إبراهيم القلعي فعرض لمفهوم الجهوية باعتبارها إسهاما مباشرا في ثقافة القرب، قصد الانخراط في التنمية المحلية التي لا يمكن لأي تقدم وطني أن يحصل دونها. وأشار إلى دور جمعية الحي البرتغالي بالجديدة في التنشيط الثقافي والتنمية السياحية للمدينة، مستدلا بأمثلة ملموسة ومؤشرات دالة.

وانطلق ذ. حسن بزوي من تاريخ المغرب الطويل ليعرض رأيه في مفهوم الجهوية كعقيدة قبلية ووقوع المغرب في الحماية ثم الجهوية كوسيلة للتطور والنقد، وختم المتدخل ورقته بالتأكيد على مسؤولية المثقف في إنجاح الجهوية وإشعاعها

اتحاد كتاب المغرب، فرع الجديدة