بدعوة من فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة ومؤسسة عبد الواحد القادري وبحضور جمهور غفير من المثقفين والطلبة والأساتذة الجامعيين، شهدت قاعة المحاضرات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة-عبدة يوم 14 مارس 2014 لقاء مع المفكر محمد سبيلا في موضوع « الأخلاق والسياسة ».
في بداية اللقاء رحب ذ. عبد المجيد نوسي، كاتب عام فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة بالضيف، وبعد تقديم نبذة عن مساره العلمي، أعطيت الكلمة للدكتور محمد سبيلا الذي تناول إشكالية العلاقة بين الأخلاق والسياسة. هذه العلاقة، كما قال، تبدو حديثا فكرا أكاديميا إلا أنها قد تنصب على الواقع بشكل مباشر ومضمر معا. وتوقف الباحث عند مفهومي الأخلاق من جهة والسياسة من جهة أخرى، مستعرضا تصورين مختلفين للسياسة في علاقتها بالأخلاق. التصور الأول تقليدي يضفي على الخطاب السياسي طابعا طهرانيا، وتصور حديث يميل إلى الفصل بين العنصرين.
وتطرق الدكتور سبيلا إلى تحقيب هذين التصورين بين العصر القديم والعصر الحديث خاصة مع مؤسس هذا الفكر توماس هوبز الإنكليزي الذي يعتبره بعض الفلاسفة كريستوف كولومب الفكر السياسي.
وبعد توقفه عند التصور اليوناني ثم مبادئ نيكولا مكيافلي الإيطالي انتقل الدكتور سبيلا للحديث عن الوظيفة السياسية بما هي تدبير للمصالح يتغلف بالأخلاق ولغة الفضيلة، معتبرا أن الإنسان وإن كان يتظاهر بالمثالية والسمو فإنه جشع وشرس وخواف أي أن له حاجات بيولوجية ضاغطة يميل إلى تحقيقها. وهي حاجات لا تقبل التأجيل أو التسويف أو الإشباع الرمزي لأن علاقة الإنسان بالإنسان علاقة ذئبية، حسب تعبيره، وصراعية وحربائية.
وعن تجليات الأخلاق والسياسة في الحالة المغربية، قال الأستاذ محمد سبيلا إن السياسة بالمغرب وصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى منحط أخلاقيا وسلوكيا وحتى لغويا أي أنها ارتبطت أكثر بمنطق الكسب والغنيمة بدل الأخلاق والمبادئ. وقد كانت دوما كذلك، يقول الباحث، إلا إذا اعتبرنا مرحلة المقاومة ضد الاستعمار كفترة ارتبط فيها الوعي السياسي بالصبغة الأخلاقية.
ولأن الواقع السياسي ببلادنا اليوم، كما يرى الأستاذ سبيلا، انحدر حد الإسفاف فإن المثقف صاحب الضمير الأخلاقي فضل أن يبقى ملاحظا للمشهد دونما تورط فيه. لهذا لم يجازف المحاضر بتقديم بدائل لهذا التدهور مذكرا بأن التاريخ الحديث لبلادنا علمنا أنه كثيرا ما عمدت المؤسسات إلى إبادة البدائل أو إجهاضها.
وفي ختام المداخلة، انصبت المناقشات على بعض المفاهيم من بينها مفهوم الأخلاق نفسه الذي يبدو في تعارض مع مفهوم الممارسة السياسية ببلادنا مما أدى إلى عزوف كثير من المواطنين عن المساهمة في الحياة السياسية.
فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة