الجديدة – فاطمة عاشور: يصف محمد الغزواني رئيس جمعية مربي الصقور بالجديدة، في تصريح خص به « الامارات تايمز » أن الصيد بالصقور في المغرب قديم العهد، ويرجع إلى الفتوحات الإسلامية، حيث حمله الناس من الشرق. والمغاربة مارسوا هذه الهواية منذ عام 1352، حيث كان له دور مهم في العلاقات الدبلوماسية آنذاك. ويذكر أن المغاربة اهدوا ملك غرناطة صقورا. مضيفا أن هناك ثلاث « ظهائر » مغربية أعفت صيادي الصقور من أداء الضرائب كان أولها سنة 1835 وثانيها في عهد مولاي الحفيظ بن الحسن، ليجدد عام 1960، في عهد الراحل محمد الخامس. مؤكدا أن قبيلة القواسمة التي تبعد عن مدينة الدارالبيضاء بـ 150 كلم، تنفرد بتربية الصقور بالمغرب، حيث انهم سلالة صيادي الصقور ومربي السلوقي، هذا الانفراد دفعهم إلى تأسيس جمعية عام 1992، مهتمة بهذا الشأن، إلى جانب مولعين بهذه الهواية، مساهمة في التعريف بالمنطقة وتنمية السياحة القروية مع تكوين الشباب وتحبيبهم بهذه الرياضة، رغم الإمكانيات المالية الضعيفة.
وقال الغزواني « الجمعية فيها ناس عاديين وليسوا ميسوري الحال، لكن ولعهم بالفرس والصقر، أنساهم ضنك الحياة، فليس من السهولة أن يكون الإنسان صقارا وان يعرف كيف يتعامل مع الصقر، فالصقار الماهر هو من يستطيع إن يكتشف مهارات طيره، ومن خلال تدريبه له يعرف إمكانياته ،حتى يصل أحيانا إلى انه قد يعرف من عينه بأنه قادر أو راغب في الصيد، وهذا يحدث من خلال التدريب المستمر له ومعرفة كل مميزاته وكل شيء فيه من رأسه حتى أخمص قدميه، ليصل بطيره إلى درجة يشعر كليهما بأنهما شخص واحد ».
مستطردا أن « الصقار يحزن عندما يفقد طيره، فهو عزيز قريب منه، وهناك العديد من الصقارين، لا يمكنهم نسيان اعز صقورهم، والبعض منهم قد يعرض نفسه إلى الخطر فقط من اجل استرجاع طيره ».
أما عن الطرائد بحكم أن الغزواني ذا باع كبير في الصيد، فقال « متعة يشعر بها الصقار عند الوصول إلى الطرائد ». معربا أن الصقور بالمغرب لاتخرج عن الإطار المتعارف عليه.
وعن أنواع الصقور المغربية قال الغزواني إن « هناك الشاهين البحري والشاهين المهاجر الذي يأتي للمغرب في فصل الشتاء بعدما يبيض في شمال أوروبا، وهو اكبر وأسرع من الشاهين البحري، إضافة إلى فصيلة النوع الحر والذي يدعى بـ »البرني »، وهو بطيء السرعة وبنيته الجسمانية قوية ويتحمل الصيد.
من جهة أخرى، طالب الغزواني الجهات المعنية بدعم هذا الموروث الثقافي والرياضي، الذي تزخر به منطقة الجديدة. معربا عن أمله في خلق شراكة مع الجمعيات المهتمة من دول الخليج لتبادل الخبرات.
الامارات تايمز