في إطار أنشطته للموسم الحالي، نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة بتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري محاضرة للمؤرخ الفرنسي آلان غرونبيرغ في موضوع « تكنولوجيات حديثة، مجتمعات حديثة ».
في البداية قدم ذ. الحبيب الدايم ربي الضيف باعتباره أستاذا سابقا في جامعة مدينة تور بفرنسا وعضوا حاليا بالمعهد المغربي للعلاقات الدولية، منوها برزانة أعماله وبطريقته في التوصيل والإقناع خاصة وأنه تمت استضافته في لقاءات سابقة وفي مواضيع ذات جدة وراهنية.
وتناول الكلمة ذ. آلان غرونبيرغ فحدد موضوع بحثه وكذا الأسئلة التي وجهته للخوض في العلاقة الجدلية بين التكنولوجيات الحديثة والإبدالات الاجتماعية والثقافية التي من الممكن أن تترتب عنها.
وانطلق المحاضر من مرجعيات فلسفية وفكرية ليبين تأثير التكنولوجيا الحديثة في عجلة الاقتصاد وبالتالي في العوائد الاجتماعية والحياتية مع ما يترتب عن ذلك من إخلال بالتوازنات في السيطرة على حركية المجتمع لا سيما وأن هناك دوما قوى تقاوم التغيير. فالإنسان، يقول الباحث، هو أصلا كائن محافظ وكل تغيير سيربك تكيفه مع الواقع الجديد.
ويرى الباحث أن الإنسان في ظل تسارع التطور التكنولوجي ليس بوسعه أن يرجع إلى الوراء أو يرفض مسايرة ما يجري لأنه لن يستطيع الوقوف في وجه التطور.
واستعرض المحاضر مجموعة من الأسئلة التاريخية التي تؤكد دور التكنولوجيات الحديثة في تغيير المجتمعات منها المطبعة التي كان اختراعها بمثابة ثورة في عالم نشر المعرفة، كما أن التكنولوجيا الرقمية غيرت كثيرا من عادات الإنسان وتمثلاته عن نفسه وعن العالم حيث أصبح لمفهوم الاقتصاد الحديث معنى مختلفا عما كان عليه في مراحل تارخية سابقة، بل إن الحروب، يقول المحاضر، اتخذت بدورها أشكالا غير مسبوقة مما يعني أن للتكنولوجيا الحديثة دورا حاسما في تحريك التاريخ وميلاد مجتمعات جديدة.
واختتم اللقاء بحوار مباشر بين الحاضرين والضيف أجاب فيه هذا الأخير على الأسئلة المطروحة
اتحاد كتاب المغرب، فرع الجديدة