توصلنا من بعض المجموعات الموسيقية المشاركة في المهرجان الوطني الثاني لموسيقى الشباب، الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالشباب بمدينة الجديدة ما بين 24 و 29 يوليوز 2006، بالرسالة التالية الموجهة إلى السيد محمد الكحص، كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالشباب. و نظرا لأهمية ما جاء في هذه الرسالة من ملاحظات حول هذا المهرجان، منها ما كان بينا لكل من تتبعه و منها ما حصل في الكواليس، فقد ارتأينا نشرها حتى يطلع الجميع على ما جرى و ربما ما يجري في مهرجانات المغرب.
السيد كاتب الدولة لدى الوزير الاول المكلف بالشباب
تحية خالصة
و بعد،
بداية نود أن نتقدم إليكم بجزيل الشكر لكل ما تبذلونه من جهود، منذ توليكم الشأن الشبابي، و لقد سرنا كثيرا إقدامكم على خلق تقليد جديد و سنة حميدة بإعلان انطلاق مهرجان وطني لموسيقى الشباب، و كانت فرحتنا اكبر حين حط المهرجان الرحال في دورته الثانية بمدينة الجديدة.
و لا نخفيكم سيدي أننا كنا ننتظر من المهرجان أن يكون في مستوى تطلعات الشباب المغربي، و أن يرقى إلى ما خططتم له، مما جعلنا لا نتردد و لو لحظة للاستجابة للطلب الذي تقدمت به مندوبيتكم بالجديدة من أجل المشاركة، رغم قيمة التعويض المتواضع الذي عرضه علينا المنظمون، لإيماننا بأن مشاركتنا في مهرجان كهذا هو فعل نضالي و مساهمة في بناء المغرب الثقافي الذي نحلم به و الذي نشارككم فيه نفس التصور.
و لكن و للأسف الشديد، كانت خيبتنا و تذمرنا مما رأيناه من ارتجال، و من المستوى المتدني للتنظيم الذي ساد المهرجان أضخم و أعظم من فرحتنا الأولى، مما دفعنا إلى طرح أسئلة لا بد منها :
ألا تتوفر مصالحكم على كفاءات قادرة على إدارة مهرجان من هذا الحجم ؟ أم أن الأشخاص الذين كلفتموهم بالأشراف على المهرجان كانوا يقصدون إفشال التجربة ؟
و حتى نضعكم في الصورة الحقيقية لما جرى، نسرد عليكم بعض الوقائع التي نعتقد أن لكم وسائلكم الخاصة للتأكد من صحتها :
لم تواكب المهرجان أية حملة إعلامية أو إعلانات بمدينة الجديدة لا قبل و لا أثناء المهرجان
المنصة كان حجمها صغيرا جدا مما كان يخلق مشاكل للمجموعات من حيث التوزيع السينوغرافي.
الصوتيات المستعملة رديئة جدا، و لا يخفى عليكم تأثيرها على مردودية أداء المجموعات، كما أن انعدام خبرة و مهنية المسؤول عليها كانت تضيع على كل مجموعة ما لا يقل عن ربع ساعة لموازنة الآلات مما يجعل جزءا من الجمهور يغادر الساحة و يتذمر من هذه التوقفات.
وصل مستوى التنشيط أقصى درجات الميوعة و الارتجال مما دفع بالجمهور على التعبير عن سخطه.
تم خصم نصف التعويض المتفق عليه مع المجموعات بدعوى أن بلدية الجديدة لم تف بما تعهدت به من دعم.
السيد كاتب الدولة، ما ذكرناه لا يمثل سوى جزءا من المهزلة التي شاء من وليتموهم أمر التسيير أن يسموها مهرجانا وطنيا، و لنا اليقين أنكم تمتلكون من الوسائل ما يجعلكم تتأكدون من صحة كل ما ذكرناه، و ثقتنا فيكم كبيرة لإجراء تحقيق نزيه فيما جرى حتى لا تتكرر التجربة ثانية.
إشارة لا بد منها : المجموعات الموسيقية التي شاركت من مدينة الجديدة أغلبها لا تشتغل بدار الشباب لعدم توفر الشروط الصحية و الضرورية لممارسة الموسيقى بدور الشباب بالجديدة.
و تقبلوا السيد كاتب الدولة فائق تقديرنا و احترامنا، و السلامالمجموعات الموسيقية المشاركة في المهرجان الثاني لموسيقى الشباب بالجديدة