من أرز لبنان إلى أرز المغرب ومن هينمات المتوسط إلى هيام الأطلسي ،أحمل صوتي وجعبتي من الحنين وأدخل مدينة أزمور مدينة الأصالة والعراقة وأحيّي مهرجانها السلسبيل …في بلد يشعّ معرفة وحضارة تحتار أي مهرجان تتابع وفي أي إحتفال تشارك و لن يشغلك هاهنا سوى رجع ما ترك الكبار من موروث ثقافي بهيّ وما يقترح عليك منظمو المهرجانات المختلفة من خيارات متنوعة وخصبة من موسيقات الأجداد ..وما تستقبلك به أزقة المدائن وذكرياتها من شطحات التصوف ومن كساء للروح ..
كان لا بد لي في مهرجان « ملحونيات » وهو زاد المتعطشين إلى الأصالة منذ سنين .. كان لا بدّ من أن أتزوّد بأجمل الشعر الوجودي الإنساني وأرهف القوافي الصوفية, فاخترت بعضاً مما لحّنته سابقاً من الحلاج وجلال الدين الرومي وإبن عربي وطلال حيدر وغونتر غراس وأضفت باقة من التواشيح والأناشيد الروحية المعروفة والأغنيات الأصيلة المحفوظة عن ظهر قلب وشغف ..
وإنه ليشرّفني أن أشدو في الافتتاح وأن أمدّ هذا الجسر من المحبة و النغمة النبيلة مع جمهور خطير وخبير ، لمّاحٍ ورهيف, وكم حلمي قديم جديد في أن أشدّ رحال هذا الصوت في رحاب كل مدن المغرب هذا البلد العريق الشقيق المشرق دوماً في القلب من جهة العنفوان والسلام والتاريخ المجيد.
جاهدة وهبه
لبنان