كتاب دكالة وإيالتها جهة دكالة – عبدة : تاريخ و آثار لصاحبه أبو القاسم الشبري

Couverture_livre_Doukkala_de_CHEBRI_1.jpg

صبيحة يوم سادس نونبر 2012، تزامنا مع الذكرى 37 للمسيرة الخضراء، صدر أول كتاب للباحث الأثري أبوالقاسم الشـــبري « دكالة وإيالتها، جهة دكالة-عبدة تاريخ وآثار » بالحجم المتوسط في 188 صفحة، عن مطابع بسمة برينت بالجديدة وبمساهمة من جمعية دكالة. مقدمة وتوطئة الكتاب وضعها كل من قيدومة الباحثين الأثريين نعمة الله الخطيب-بوجيبار والأستاذ محمد المهناوي العميد الأسبق لكلية الآداب بالجديدة وأستاذ التاريخ الحديث.

والكتاب الذي ينبني على دور التاريخ الجهوي في بناء التاريخ الوطني، يتناول تاريخ وتراث دكالة بمعناها التاريخي أي دكالة وعبدة اليوم، ويقف عند أغلب معالمها التراثية بكثير من النبش والتأصيل وتصحيح عدد من المغالطات التاريخية والأثرية ونفض الغبار عن مواقع ظلت مجهولة، كما يقول عبد الكريم بن الشرقي رئيس جمعية دكالة في حق المؤلف  » ..بل أوصله بحثه الممنهج إلى الوقوف على مواقع تاريخية مجهولة، وجرد عام لعدد هام من القرى والرباطات والمراسي، ظلت ردحا من الزمن تتنظر من يزيح عنها رداء الإهمال، وإضافة اسمها في لوائح السجل الدكالي ». ولم يفت الكاتب أن يؤكد بالحجة والدليل الأصول الأمازيغية لدكالة. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد ذهب إلى حد التشكيك في الإسم العربي لطارق بن زياد فاتح الأندلس وقد كان أمازيغيا وأبوه أمازيغي، كما نجده على امتداد الصفحات يذكرنا باحتلال البرتغال لمدينة سبتة وكيف آلت إلى إسبانيا. وبالحس الوطني ينطق الكتاب.

Couverture_livre_Doukkala_de_CHEBRI_1.jpg

يقول الكاتب : تاريخ دكالة لم يكتب بعد وهذا أول كتاب يرصد هذا التاريخ من ما قبل التاريخ إلى القرن العشرين. ويقر محمد المهناوي في توطئته « كثيرة هي الأبحاث التي أنجزت حول تاريخ جهة دكالة-عبدة. غير أنها في مجملها تتناول بالدرس والإخبار جانبا دون آخر أو مرحلة دون باقي المراحل » عكس الكتاب الذي بين يدينا اليوم. وتراث دكالة أغلبه مطمور وما وصلنا منه لا يوجد كله في حالة جيدة، وبهذا التراث وجبت العناية العاجلة في إطار الجهوية الموسعة. وعن ذلك يقول المهناوي « وكتاب الشـــــبري بهذا المعنى يسهم في دعم الفهم الجديد الذي نود أن نعطيه حاليا لمفهوم الجهة، كما يعد في العمق عملا مواكبا لمسألة الأرضية الثقافية والتراثية الضرورية لصياغة المرجعية التاريخية للجهة لحظة وضع إطارها العام وقيمة مضافة في رهاناتها المستقبلية. » ولأنه موجه لعموم المواطنين والنخبة المثقفة على السواء، تقول نعيمة الخطيب في مقدمتها « لكن هذا الكتاب لا يخص الطلبة فقط، بل يعني كذلك المؤرخين والباحثين الأثريين الذين سيفيدون منه كثيرا لتعميق معرفتهم وتطوير أبحاثهم بهذه السهول الأطلنتية المرصعة بتراث غني مازال في غالبيته مجهولا أو مطمورا. »

وفي غلاف الكتاب نقرأ : دكالة، خزان التراث المادي واللامادي، سكنها إنسان مغرب ما قبل التاريخ منذ حوالي مائة وستين ألف سنة. وبدكالة ارتحل واستقر أمازيغ المغرب القديم وبها سلكوا منطق عصرهم في السكن والعيش والمعتقد حيث اعتنق بعض أمازيغ دكالة الديانة اليهودية قبل أن يدخلوا الإسلام واحتفظ قليلهم بيهوديته. كما تم تعريب أمازيغ دكالة وتوطين بعض العناصر العربية بربوعهم. ومن العبث والسخافة البحث عن وجود روماني بدكالة لتأكيد قِدمها، كما أنه من الإجحاف الكبير اختزال تاريخها في فترة الوجود البرتغالي، على أهميته. المدن العتيقة والرباطات والقصبات والمآثر العمرانية والأثرية تشهد على غنى وعراقة العمران والإنسان بدكالة على مر العصور، وهذا ما نجده في هذا الكتاب بالحجة التاريخية والدليل الأثري وعربون الثقافة اللامادية والتي لا تتوفر للمجموعات البشرية التي لا عراقة لها.

يحتوي الكتاب على خرائط وتصاميم وعدد هائل من الصور للمآثر والمعالم العمرانية بدكالة-عبدة ومنها تصاميم تنشر لأول مرة، وهي من إنجاز الكاتب. القائمة الببليوغرافية جاءت في 18 صفحة وتضمنت مصادر ومراجع بالعربية وبالبرتغالية والفرنسية والإنجليزية، رغبة من المؤلف في تمكين الباحثين والطلبة من مادة غنية تعينهم على تعميق أبحاثهم، وبذلك نوه كثيرا محمد المهناوي، وعنه تقول الخطيب-بوجيبار « لذلك يحق لنا القول بأن ما نحن بصدده هو عمل مدروس ومهيكل ومبني على توثيق أكاديمي رصين ». ويأمل الشـــبري أن يكون كتابه مستفزا للسؤال من أجل تحريك الساكن والمنسي وتقليب الوثوقيات في تاريخنا وتراثنا جهويا ووطنيا.


أبوالقاسم الشـــبري، باحث أثري، خريج الفوج الأول للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وحاصل على دبلوم عالي من باريس في التحافة والسياسات الثقافية، مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي ورئيس جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وعضو بجمعية دولية للتراث العالمي البرتغالي بكويمبرا بالبرتغال، وله إسهامات كثيرة في ندوات ومجلات وطنية وأجنبية. والباحث يشتغل على التراث المغربي البرتغالي منذ سنة 1991، ويعد بإصدار كتاب في الموضوع قريبا.


المؤلف

Aboulkacem_CHEBRI_.jpgأبوالقــاسم الشــبري. من مواليد 20 ماي 1965 بوادي أمليل، تازة،
– باحث أثري، خبير في التراث المغربي البرتغالي ومتخصص في ترميم المباني التاريخية وله معرفة عميقة بالمعمار المبني بالطين وطرق القوافل التجارية الصحراوية وتاريخ العلويين،
– حاصل من باريس على دبلوم عالي في السياسات الثقافية والعمل الفني،
– عضو اللجنة الدولية التأسيسية « لشبكة التراث العالمي البرتغالي » ومقرها بكويمبرا بالبرتغال (منذ أكتوبر 2010)،
– منتدب اليونسكو لتدبير الحي البرتغالي كتراث عالمي (منذ فبراير 2008)،
– مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي بالجديدة منذ فبراير 2007م،
– مدير مركز الدراسات والأبحاث العلوية بالريصاني من سنة 2000 إلى 2007 ومندوب إقليمي لوزارة الثقافة بالرشيدية من 2005 إلى 2007م،
– عمل منذ سنة 1991 مكلفا بالمآثر التاريخية بإقليم الجديدة لمدة أربع سنوات، واشتغل ست سنوات بمركز التراث المغربي البرتغالي بالجديدة (1994-2000)،
– أستاذ مادة علوم الآثار بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة خلال موسمي 1998-1999 و1999-2000،
– شارك في ندوات علمية وطنبة ودولية عديدة داخل المغرب وبالبرتغال والنيجر وتونس وفرنسا بعضها نشر في أعمال الندوات وبعضها نشر في مجلات متخصصة، وقدم عدة محاضرات عمومية في مجالات تخصصه، وأشرف على عدة مشاريع ترميم المباني التاريخية بأزمور والجديدة والريصاني،
– له عدة إسهامات بمجلات وصحف ورقية وإلكترونية مغربية وأجنبية في مواضيع التراث والثقافة والمجتمع،
– رئيس مؤسس لجمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط (1991) ورئيسها الحالي ،
– عضو في جمعيات تعنى بالثقافة والتراث بالمغرب والبرتغال وفرنسا،
– راجع وشارك في إعداد سيناريو فيلم حول تحرير مازغان بتعاون مع المخرج المغربي حميد باسكيط والفنان الإيطالي لويجي لاتيني (لم يصور بعد)،
– راجع وقدم لكتاب « نبش في تاريخ دكالة » لأحمد ذو الرشاد (يصدر قريبا)،
لكل غاية مفيدة، الاتصال بالعنوان : chebri.doukkala@gmail.com